السوق العقاري القطري في حالة ازدهار

جودت الكاتب
المدير العام
كوريو للعقارات

تَمثّلَ الجانب المضيء في عام 2020 بالنمو الذي حققه السوق العقاري في قطر، فبالرغم من التقلبات التي شهدها السوق هذا العام، والآثار التي طالت حتى أسلوب حياتنا اليومي، إلا أن السوق بات أقرب من ذي قبل من هدفه في تحقيق الاستدامة.

محفزات النمو
قد تكون أبرز أسباب العنفوان الذي يمر به السوق العقاري هو التزام الحكومة بالعمل على جذب التظاهرات العالمية الهامة إلى البلاد، وعلى الأخص، بطولة الفيفا لكأس العالم 2022. وقد أدرجت اللجنة الأولمبية القطرية في تقويمها الصادر مؤخراً 63 فعالية رياضية من المقرر عقدها خلال عام 2021 في قطر، بما في ذلك عدد من المنافسات الدولية رفيعة المستوى مثل كأس العالم للأندية لكرة القدم قطر 2021، وبطولة أمم آسيا لكرة السلة 2021، والبطولة الآسيوية لكرة الطاولة، وغيرها العديد. ولا ننسى كذلك أن قطر كانت قد فازت باستضافة دورة الألعاب الآسيوية لعام 2030، كما أنها تقدمت بمزايدة على استضافة كأس أمم آسيا 2027.

وبالطبع، لعب رفع الحصار دوراً كبيراً، فقد تم ذلك أخيراً في بداية هذا العام بعد أن طال ثلاث سنوات، مما أدى إلى إعادة فتح التجارة السابقة وطرق التبادل التجاري. وبالفعل، تشير تقارير شركة QNB للخدمات المالية إلى الأثر الإيجابي لرفع الحصار على أسواق الأسهم، الأمر الذي أدى بدوره إلى ارتفاع مؤشر بورصة قطر. رفْعُ الحصار يعني عودة حركة المسافرين والزوار إلى قطر من المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة، ويُتوقع أن يكون لذلك تأثير إيجابي عام على القطاع العقاري وقطاعات السياحة والفنادق. 

أسهل من أي وقت مضى
أثبتت قطر من خلال استضافة النشاطات المذكورة آنفاً قدرتها على إدارة فعاليات عالمية ضخمة خلقت بدورها العديد من الفرص الإضافية في السوق العقاري للمطورين والمستثمرين العقاريين في المستقبل. ويدل على ذلك توفر خيارات كثيرة تلبي متطلبات المستأجرين والمستثمرين من منازل الإيجار أو العقارات الواعدة للاستثمار، وعزز أصحاب العقارات والمطورون هذه الوفرة من خلال عروض جذابة وفرصاً استثمارية على عقاراتهم. وشهد هذا العام إقبالاً على شراء العقارات تزامناً مع تعديلاتٍ تشريعية عمّقت التسهيلات الممنوحة للمستثمرين الأجانب بتملك العقارات، وذلك بتوسيع رقعة المناطق المشمولة لهذا الغرض في أنحاء البلاد، والذي جاء في نص قرار مجلس الوزراء رقم 28 لعام 2020 بفتح عدد من المناطق القطرية الأخرى أمام الأجانب للتملك الحر أو الحيازة الإيجارية. وفي السياق ذاته، شرعت قطر بتطبيق برنامج ذي مستويين لمنح الإقامة يحق بموجبه لمن يشتري عقاراً بقيمة مليون دولار أمريكي أو أكثر الحصول على الإقامة الدائمة مع منافعها من رعايةٍ صحية وتعليم – وهي ميزات كانت تقتصر على المواطنين وبعض الأجانب ممن أتم عدداً معيناً من سنوات الإقامة في قطر وكان له دور مميز في خدمة البلاد. كما بادرت العديد من البنوك البارزة القطرية بطرح عروض مميزة للقروض العقارية وتوفير الحلول التي تناسب فئات المشترين المختلفة، حيث تُقدم لهم هذه البنوك خيارات تمويلٍ لعقاراتهم المستقبلية على نحو يناسب ميزانياتهم.

الخيار الأمثل
كانت قطر قد حققت مكانة مرموقة على المستوى الدولي خلال العقد الماضي على الصعيدين السياسي والاقتصادي، أي حتى قبل فوزها باستضافة بطولة الفيفا لكأس العالم عام 2022. على سبيل المثال، أُشيد بقطر في 2020 كواحدةٍ من أكثر بلدان العالم أمناً، وحصلت الدوحة على المرتبة الثانية بين أكثر مدن العالم أمناً لعام 2021، حيث حصلت على 87,96 نقطة من بين 431 مدينة على مؤشر الأمن، و12,04 نقطة على مؤشر الجريمة وفقاً لتصنيفات موقع نومبيو للمدن لعام 2021. واحتلت قطر المركز السادس في الأداء الاقتصادي من بين 63 بلداً من بلدان الدخل العالي بشكل عام في الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2020، الذي يصدر سنوياً من قبل مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية. وكانت المجالات التي حصلت فيها قطر على ترتيب متقدم تضم: الأداء الاقتصادي (المركز 6)، والفعالية الحكومية (المركز 7)، وفعالية الأعمال (المركز 11). كما حافظت قطر على ترتيبها في المركز 40 من ناحية البنية التحتية. أما في مجال السياحة، فقطر تشهد إقبالاً سياحياً نامياً لأسباب وجيهة، ويدل على ذلك تصنيف موقع تريب أدفيسور للدوحة مؤخراً “كوجهةٍ صاعدة” في العالم ضمن جوائز خيار المسافرين على الموقع لعام 2021. وتُعد قطر واحدة من أفضل 10 أماكن لعمل وإقامة المغتربين (وهي الأولى في الشرق الأوسط والسادسة في العالم)، وفقاً لاستطلاع إكسبات إكسبلورر لعام 2020 الذي يقوم به بنك إتش إس بي سي، وهو الاستطلاع الأقدم من هذا النوع للمغتربين في العالم. وكانت قطر البلد العربي الوحيد الذي ظهر ضمن العشر الأوائل على القائمة.

التأقلم مع الأوضاع
إذا قلنا إن كوفيد-19 قد غير نمط حياة الجميع في قطر، نكون قد قللنا من أثره الذي استمر طيلة عام 2020 والذي عصف بعدد من قطاعات الأعمال ومن بينها السوق العقاري.  بأخذ الارتفاع الحاد على الطلب على المواقع المميزة خلال السنة الماضية كمؤشرٍ على ما هو قادم، يمكن القول إننا على أعتاب المزيد من الازدهار بالتطلع قدماً نحو المستقبل، وذلك لأن استئجار أو اقتناء عقار أصبح أمراً بغاية السهولة في قطر في هذه الفترة بالرغم من عدم اليقين الذي يطغى على الظروف الحالية في ظل الجائحة. يعود هذا إلى حد ما إلى القدرة على السيطرة على الحالة الوبائية، فخلال المرحلة الأولى من إجراءات الإغلاق الرامية للحد من انتشار فيروس كورونا، ارتفعت نسبة العاملين من المنازل وانخفض عدد ساعات العمل، مما قلل من تعرض الناس للإصابة. كما أدت معايير السلامة الإلزامية واستخدام تطبيق “احتراز” على الهواتف الذكية في الأماكن العامة إلى عدد محدود من الإصابات ونسب الوفيات. أعلنت الحكومة عن توقيعها اتفاقيات تضمن لها الحصول على المطعوم لقاطنيها، وقد بدأ تطبيق حملة التطعيم المجانية بالفعل، حيث يتم العمل على إنجازها بكفاءة وسرعة، وتتوقع الحكومة الحصول على جرعات كافية لتغطية كافة السكان في 2021. من غير شك أن الجائحة أجبرت قطاعات الأعمال على تبني التكنولوجيا وتعلم المزيد عن تطبيقاتها سعياً للوصول إلى العملاء بسهولة ويسر وبشكل يراعي السلامة العامة. في سبيل ذلك، قمنا في كوريو بعد هذه الفترة الانتقالية بتطبيق سياسات لمواكبة الأوضاع في ظل كوفيد-19 في بيئة عملنا، إلى جانب تبني استراتيجية جديدة على صفحاتنا على منصات التواصل الاجتماعي بعرض مزايا خدماتنا الجديدة، مثل الجولات الافتراضية، والتثمين ووصف العقارات عبر الإنترنت، وذلك محاولةً منا لخلق مستوىً من التفاعل مع العملاء يقارب ما اعتادوا عليه، ودون مغادرتهم منازلهم. سيؤدي تطبيق هذه المزايا بشكل أوسع إلى تسهيل وصول العملاء للعقارات وتوفير الفرص الاستثمارية في المستقبل للمستثمرين الأجانب ممن يرغبون الإقامة في قطر. كما يستمر تطبيقنا لمعايير وإجراءات السلامة المتماشية مع توجيهات السلطات الصحية المحلية لتوفير الحماية للعملاء والموظفين على حد سواء.

عام 2022 وما بعده

يُتوقع الانتهاء من عدد من المشاريع الكبيرة تحت الإنشاء التي تديرها شركات تطويرية بارزة قبل موعدها المقرر، وذلك بالرغم من القيود التي تسببت بها الجائحة. الشركة المتحدة للتنمية هي إحدى شركات التطوير القطرية الرائدة والحاصلة على جوائز، وهي العقل المدبر وراء عدد من مشاريع التطوير المميزة، كمشروع فلورستا جاردنز الذي يضم أبراجاً سكنية ومركز تسوق وفللاً ضمن مجمعات، ومشروع جياردينو فيلاج وهو يشمل فللاً مكتملة، وقطع أراضي للبناء والفلل، ومدرسة، ومستشفى، ومجمع تسوق. كما أن العمل على مشروع جزيرة جيوان الرائد للشركة المتحدة للتنمية قد قطع أشواطاً كبيرة مؤخراً واقترب من الانتهاء، وهو مشروع يشمل فندق كورينثيا جزيرة جيوان قطر المرتقب الذي يقال إنه سيكون تحفة معمارية تطل على ملعب جولف ونادي شاطئي ويُكمّل بتصميمه الرائع أناقة مباني كريستال ريزيدنس. في حين تعمل قطيفان للمشاريع المملوكة من قبل كتارا للضيافة على تطوير جزيرة قطيفان الشمالية الني ستكون مركزاً نشطاً على الواجهة البحرية مع منتزه مائي بأحدث التصاميم والتجهيزات، إلى جانب الفنادق الفاخرة، والوحدات السكنية على مستوى عالمي، وساحة تجارة بالتجزئة، وغيرها من المرافق. فلورستا جاردنز، وجياردينو فيلاج، وجزيرة جيوان قطر، وجزر قطيفان ما هي إلا بعض المشاريع من بين الكثير من مشاريع التطوير الواعدة الأخرى تحت الإنشاء التي تلوح في مستقبل قطر القريب. قد يكون أفضل جوانب الجائحة هو المنحنى الصاعد لأداء السوق العقاري القطري، حيث إنه استطاع انتهاز أفضل الإمكانيات والفرص في هذه الظروف، وفي نفس الوقت، تمكن من تخطي كافة التوقعات بتوفير العقارات للعملاء ووضع أساسٍ قوي لبناء الاستثمار في المستقبل واستقطاب الاهتمام الخارجي. أظهرت الصناعة العقارية العديد من المؤشرات الإيجابية التي دلت على النمو خلال العام الماضي، واليوم هو أفضل وقت لانتهاز فرصة نشاط السوق الحالية سواء كنت مستأجراً وترغب بالانتقال إلى منزل أفضل، أو كنت مستثمراً تبحث عن انتهاز فرص المستقبل. وهنا في كوريو للعقارات، نضمن أن تجد كل ما تبحث عنه سواء كنت ترغب بالبيع أو الشراء أو الاستئجار.
يمكنك أيضًا البحث عن:
فلل للبيع في قطر
فلل للايجار قطر