ما هو أثر بطولة كأس العالم 2022 على القطاع العقاري في قطر؟

 

 

 

 

 

 

وائل م. كبريت
مدير العمليات
دانة قطر ذ.م.م

لمحة موجزة حول سوق العقارات في قطر قبيل بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 

يَتوقع نموذج الطلب الزمني لبطولة الفيفا توجه ما يزيد عن 1,5 مليون زائر إلى قطر للمشاركة في بطولة كأس العالم، ويشمل ذلك ما لا يقل عن 500,000 زائر في أيام الذروة. وتشير التقارير إلى أن السياحة ستنتعش نتيجة ذلك مؤديةً بدورها لارتفاع الطلب على أماكن الإقامة وزيادة الإقبال على الاستثمار في القطاع بشكل كبير. وقد تم رصد أكثر من 5,000 معاملة بقيمة 25 بليون ريال قطري على الأقل في قطر السنة الماضية، وهو ما يشكل ارتفاعاً بمقدار 5 بالمائة عن السنة السابقة ويؤكد على استمرار أهمية القطاع في دعم الاقتصاد. 

وكان مستوى استعدادات قطر لبطولة العالم قد حظي لها بسمعة دولية رفيعة، ويعود ذلك جزئياً لالتزامها بتبني الابتكار وإصرارها على إدماج الاستدامة في هذه الجهود. وقد أفاد جهاز التخطيط والإحصاء بأن الناتج المحلي الإجمالي القطري حقق ارتفاعاً في الربع الرابع من عام 2021 بنسبة 2 بالمائة على أساس سنوي وتوقَع مواصلته الارتفاع، حيث يُخطط لطرح أكثر من 15,000 وحدة سكنية هذا العام وفق مسح أجرته شركة فاليو سترات للاستشارات العقارية، مما سيؤدي إلى تقوية سوق المنازل السكنية بشكل إضافي.

من المرتقب أن تغير بطولة كأس العالم 2022 المشهد في الدوحة وما وراءها للأبد، وبالرغم من أن استضافة البطولة سيعود بأثر إيجابي مباشر على تعافي سوق الإيجار السكني، إلا أن عدداً من العوامل الأخرى تلعب دوراً هاماً، من بينها إصرار الحكومة على مكافحة الجائحة وإدارتها الناجحة لحملات التطعيم، مما عزز من مكانة قطر كوجهة أعمال ترحيبية آمنة تركز على خلق فرص العمل المحلية وتقديم الحوافز المالية.

  • ضغط تصاعدي على أسعار الإيجار 

يشهد القطاع العقاري القطري اتجاهاً صاعداً في أسعار الإيجار منذ عام 2015. ولدى الاطلاع على الأسعار الحالية في المواقع الرئيسية، نجد أن معظمها آخذ في الارتفاع مقارنة مع أسعار العام الماضي. ويظهر أثر ارتفاع الطلب بشكل جلي أكثر من غيره على أسعار إيجار الشقق الممتازة حيث نلاحظ ارتفاع الأسعار في عقود الإيجار الجديدة بنسبة 10 إلى 15 بالمائة خصوصاً في ظل استمرار ضيق مستويات المعروض. 

باقتراب موعد بطولة كأس العالم بعد بضعة أشهر فقط، من المتوقع أن يحافظ الربع الأخير على هذا الاتجاه الصاعد. فقد نشهد السيناريو المتمثل باستمرار تجاوز الطلب لمستويات العرض مما يؤدي لمزيد من الضغط وارتفاع أسعار الإيجار انعكاساً لمواصلة البحث عن العقارات في فترة ما قبل البطولة. أما مجتمعات الفيلات المستقرة ذات مستويات الإشغال الأقل والمواقع المميزة ومواقع الواجهة البحرية، فمن المرجح أن تتمتع بمرونة أكبر في التأجير. 

  • التركيز على عقود الإيجار طويلة الأجل للتخفيف من آثار انخفاض الطلب في 2023

يشهد كثير من السكان تغيرات كبيرة في الأسعار في الوقت الذي يتأهبون فيه لتجديد عقودهم، فما السبب وراء هذه الزيادات؟ بطبيعة الحال، يتحرك أصحاب العقارات من منطلق التخطيط على المدى البعيد، فيحاولون صياغة عقود تضمن لهم أكبر عائد ممكن على أصولهم. أدت الجائحة لوقوف مؤقت في عجلة الاقتصاد، ولكن الأمور بدأت تتحسن الآن، وعادت الأعمال لتواصل اتجاهها الصاعد، وصاحب ذلك ارتفاع أسعار الإيجار. 

في ظل ما سبق، يفضل العديد من أصحاب العقارات المستأجرين القادرين على الالتزام معهم في عقود إيجار طويلة الأجل بعد الخسائر التي تكبدوها نتيجة الجائحة. فالعقود التي تمتد لعدة سنوات توفر لهم استقراراً أكبر وحماية من المزيد من الظروف الصعبة إذا حصل وانخفضت أسعار الإيجار ما بعد بطولة كأس العالم. كما أنها توفر وقاية لأصحاب العقارات من خسارة الإيرادات في حال خروج المستأجر الحالي وبقاء العقار شاغراً. لكن من الجدير بالذكر في ظل استعداد البلاد لفتح أبوابها لما قد يصل لمئات المستثمرين الجدد، أن على المطورين العقاريين الإحاطة بتبدل توقعات المستثمرين والعملاء المحتملين، ومما لا شك فيه أن تقديم مردود مالي جيد للعقار سيلعب دوراً أساسياً في جذب الأعمال.

  • فرص الاستثمار الأجنبي

يشير صندوق النقد الدولي إلى أن الناتج المحلي الإجمالي القطري قد حقق نمواً ثابتاً بمعدل 4,5 بالمائة خلال السنوات الإحدى عشر بين 2010 حتى عام 2020 وذلك منذ فوزها باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022. نظراً للعلاقة بين النشاط الاقتصادي وانعكاسه على الصناعة العقارية، فإن التوقعات تشير إلى مستقبل مشرق للسوق العقاري واستمرارٍ في النمو، وقد بذلت الحكومة الكثير من الجهود سعياً لضمان ذلك.

لا تُعد بطولة كأس العالم حدثاً استراتيجياً هاماً فحسب، بل إنها تشكل محركاً حيوياً لنموٍ صحي للاقتصاد لما بعد 2022، وجزءً أساسياً في رؤية قطر الوطنية 2030. سيتيح هذا الحدث فرصة التواصل رفيع المستوى لممثلي الأعمال التجارية مع المستثمرين المحتملين من الحضور في هذه المناسبة وممن يتطلعون لاستكشاف فرص استثمارية جديدة. 

سلطت وكالة ترويج الاستثمار في قطر الضوء على القطاع العقاري كأحد القطاعات التي يُتوقع أن تجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الفترة ما بعد بطولة كأس العالم. ويتماشى هذا مع الأهداف القطرية بعيدة المدى في سبل التطوير الحضري والتنويع الاقتصادي وزيادة جاذبيتها كمركز اقتصادي، فلا بد من ترويج قطر كوجهة استثمارية جاذبة على المستوى العالمي.

لا يرقى أي حدث رياضي آخر بأهميته لمستوى بطولة كأس العالم وقدرتها على شد الانتباه العالمي للبلد المستضيف. وقد ظهرت بالفعل الكثير من فوائد البطولة العظيمة طويلة الأمد. قد يتناظر الخبراء حول ما يخبئه المستقبل، لكن الأشهر الإثني عشر القادمة ستكشف الأثر الحقيقي لاستضافة قطر الناجحة لأبرز الأحداث الرياضية.

تم نشر هذا المقال كجزء من الإصدار الثامن من تقرير اتجاهات بروبرتي فايندر قطر.

:يمكنك أيضًا البحث عن
شقق للايجار في قطر 3 غرف
شقق مفروشة للايجار في قطر
استوديو للايجار في قطر